مصر تحتفل بالذكرى ال 30 لتحرير سيناء

في 25 أبريل من كل عام .. تحتفل مصر بذكرى تحرير سيناء واستعادة كامل أراضيها عام 1982 , هذا الجزء الغالي من أرض الوطن الذي ضحى الشهداء من أجل تحريره بالأرواح والدماء كما طهرت ثورة 25 يناير كل بقعة في أرض مصر من الظلم والفساد .


فذكرى تحرير سيناء لها أهمية كبيرة , فهى تذكير بلحظات المجد التي شهدتها مصر حتى يشعر مواطنو هذه الأمة بالفخر والاعتزاز بانتمائهم لهذا الوطن وأيضا تذكير للشباب بهذه الصفحة المجيدة من تاريخ مصر ليعطيهم أملا جديدا في أن مصر لاتستسلم أبدا ويعلمهم أن الكفاح من أجل حرية الوطن واستقلاله عملية مستمرة ومتواصلة لاتتوقف لأن العدو لن يتوقف عن أطماعه واستهداف الأمن القومي المصري.

سيناء أرض الفيروز وصانعة السلام , هى الأرض المصرية الأفريقية الأسيوية هى مهد الأديان السماوية وملتقاها , فعلى جبالها وقف موسى كليم الله يناجي ربه بجانب الطور ليصطفيه الله برسالته وكلامه ويتجلى سبحانه على أحد جبال سيناء , وهى التي احتضنت خطوات رحلة العائلة المقدسة , وفتحت ذراعيها لتستقبل الإسلام , وشق صدرها طريق المحمل أحد الطرق الرئيسية للحج إلى الأراضي المقدسة , وترجع الأهمية الاستراتيجية لسيناء إلى أنها تمثل خط الدفاع الأول حيث انطلقت من هذه البقعة الجغرافية الفتوحات وجاءت الغزوات منها أيضا , وسيناء هى الشاهدة على إنجازات مصر العسكرية وبسالة خير أجناد الأرض الذين صنعوا على أرضها تاريخ الحرب والسلام.

والاحتفال بمرور 30 عاما على عودة سيناء إلى حضن الوطن يذكرنا بنضال الشعب المصري من أجل تحرير أرضه فالطريق إلى 25 أبريل لم يكن سهلا بل كان طريقا شاقا على المستويين العسكري والسياسي والدبلوماسي , وبدأت ملحمة التحرير بصمود الشعب المصري لاحتواء أثار نكسة 67 , وصدور قرار مجلس الأمن رقم 242 في نوفمبر 67 وهو القرار الذي نص على عدم شرعية ضم أراضي الغير بالقوة المسلحة مع انسحاب إسرائيل من كل الأراضي التي احتلتها خلال الحرب واستمرت إسرائيل تماطل في القرار الأمر الذي جعل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يرفع شعار ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة واتفقت معظم الدول العربية على هذا المبدأ , وتبنت الدولة هذا المبدأ وعليه كانت حرب الاستنزاف من مارس عام 69 إلى أغسطس 71 ثم حرب 6 أكتوبر 73 أعظم حروب التحرير في العصر الحديث التي حطمت أسطورة الجيش الذي لايقهر.

وقد حقق انتصار أكتوبر كسرا لجمود الموقف وخلق موقف استراتيجي جديد قلب الأوضاع والموازين وهيأ الظروف لاستخدام القوى الاقتصادية بالتعاون مع الدول العربية المنتجة للبترول التي أعلنت خفض الإنتاج بنسبة 5% شهريا ووصل في مارس 74 إلى 25% في نفس الوقت الذي قطعت فيه 22 دولة أفريقية علاقاتها مع إسرائيل .