الألفاظ البليغة بلغتنا الجميلة

الرّبيع وإقباله

ــ أقبل الرّبيع يتبسّم ، ومن يكاد من الحسن يتكلّم ، تنفّس عن أنفاس الأحباب ، وأعار الأرض أثواب الشباب ، وأهدى الرّاحة للقلوب ...

ــ أقبل الربيع برائحة الجــِـنان وراحة الجَنان ، هو زائر من القلوب قريب ، كلّه حسن وطيب ، لباسه حرير ، وأنفاسه عبير ، كأنّ الجنّة نزلت إلى الأرض في أبهى حللها وأنفس حلاها ، الأرض التي لبست قناعها الأخضر ونضت شعرها الأغبر

النّسيم وأثره

ــ سفَرَ الربيع عن خُلُق الكريم وأفاض ماء النّعيم ، فهبّ النّسيم من الكرى على الورى ، وعطّر الثرى فيالك من منظر جــِـنانيّ وماء فضّيّ ونسيم عطريّ

الأرض و الرّياض والبساتين

ــ أخرجت الأرض أسرارها ، وأظهرت يد الغيث آثارها ، وأطلعت الرّياض أزهارها ...

ــ الرّياض كالعرائس في حليّها وزخارفها ، زاهية بحمرائها وصفرائها ومختلف ألوانها كأنّما احتفلت لوفد ، أو هي من حبيب على وَعْدٍٍ ...

ــ بستان رقّ نوْرُهُ النّضيد ، وراق ورقُه النّضير

ــ بستان غصنه خَضر، وربعه خصب ، ونوره نضير ، وأشجاره كالعذارى يسرّحن الضفائر وينشرن الغدائر ، وأطياره تغرّد على منابر

في السّحاب والمطر

ــ لبست السماء جلبابها ، وسحب السحاب أذياله واحتجبت الشمس في سرادق الغيم ، وباحت الريح بأسرار الندى ...

ــ سحابة رعدها ذو صخب يَصُمّ الأذن ، وبرقها

ذو لهب يخطف العين ...

ــ انحلّت خيوط السّماء ، وانقطعت شرايين الغمام فهطلت المطر بمثل أفواه القرب ....

ــ سحابة تضحك من بكائها الحقول ، وتخضرّ من سوادها الأرض ، سحابة لا تجفّ دموعها ولا يخفّ أنينها ...

النعاس والنوم

ــ عسكَرَ النّعاسُ بطَرْفي وخيّم بيْن عيْنَيّ وجفْني

ــ خــُـضـْت ضحْضاحَ الكرى وقد ملأ النعاس جفني وشغل عيني ....

ــ مِلْتُ مع النّعاس كأنّه يطالبني بِدَيْنٍ ، فمسّ النّوم مقلتي وغلبتني عيناي ....

إقبال الصبح وانتشار النّور

ــ لاحت تباشير الصبح الذي تبسّم عن نوره وبرق ضوؤه وسطع فأشرقت الدنيا وأضاءت الآفاق...

ــ لمعت الشمس في أجنحة الطير وكشفت قناعها ونشرت شعاعها وطنّب في الآفاق ، وارتفع سرادقها وأضاءت مشارقها ...

انتصاف النهار

ــ بلغت الشمس كبد السماء ورمت بجمرات الهجير ، وقام قائم الهاجرة ...

* الجمال وحسن الصورة

ــ قمريّ التصوير ، شمسيّ التأثير ، منظر يملأ العيون ويملك النفوس ...

ــ للعيون في محاسن وجهه مرتع وللأرواح بها مستمتع

* اصفرار الشمس وغروبها

ــ اصفرّت غِلالة الشمس ونفّضَت تِبْرًا على الأصيل ، وشدّت رحلها للرّحيل ، وبدأ الليل يُشــَـافِهُ لسان النّهار...

ــ جنحت الشمس للغروب واستتر وجهها بالنقاب وتوارت بالحجاب ....

الطعام والشراب من الفواكه والثمار والللحم

ــ مائدة نظيفة محفوفة بكلّ طريفة تشتمل على بدائع المأكولات والمشروبات ...

ــ عنقود كالثريّا وعنب كأنّه مخازن البلّور، رمّان كأنّه صُرر الياقوت الأحمر، تفّاح نفّاح له نسيم العنبر وطعم السّكّر

ــ شواء يتقاطر عرقا ويتسايل مرقا

ــ دجاجة مشوية لها من الفضة جسم ومن الذهب قشر...

في اشتداد المرض والتهوين منه

ــ عاد له من المرض ما صار القــُنــُوط يغاديه ويراوحه ، واليأس يخاطبه ويصافحه ، وأصبح لا ينقل رأسه ولا يجرّ ظلّه كأنّ المنـيـّـة تقرع بابه ...

ــ هذه العوارض قد تكون ثمّ تزول بإذن الله وتهون. ما أكثر ما رأينا هذه العلل جلــّــَـت ثمّ جَلــَــت ، وتوالت ثم تولــّــت ...

ــ أغناك الله عن الطبّ والأطبّاء بالسلامة والشفاء !

ــ جعل الله المرض عليك تمحيصا لا تنغيصا ، وتذكيرا لا تنكيرا ، وأدبا لا غضبا !

ــ جعل الله علــّــتك ماحية لذنوبك ، مضاعـِـِفة لثوابك !

ــ أقبل صُنْعُ الله من حيث لم أرتقب ، وجاءني لطفه من حيث لم أحتسب ، وقد حسبته حلما..

ــ لقد تداركني الله الرحيم بعباده بلطيفة من لطائفه ، فتنسّمت روائح الحياة بعد أن أشفيت على الوفاة ، وثنيت وجهي إلى الدنيا بعد مواجهتي الدار الأخرى

الحزن البكاء

ــ احترقت أحشائي بنار هذه المصيبة ، وغرقت أجفاني بمائها والدمع فيها واكف والحزن عاكف...

ــ ــ مصيبة أذابت دموعي الجامدة وألهبت همومي الخامدة ، وجعلت عيني تدمع وقلبي يجزع ونفسي تهلع...



* الغضب والغيظ

ــ اضطرب غضبي واضطرم ، واحتدّ غيظي واحتدم ...

ــ فــَــار أبي غيظا وتلظــّــى غضبا حتى ما تنفع فيه حيلة ولا تهزّه نادرة ، إن أقبلت عليه أعرض عنّي وإن حدّثته ازورّ عنّي ...

أثر بحبوحة العيش

ــ هو في نعمة صافية ومنحة ضافية وعيشة راضية ، قد خفض له الزمان جناحه وألان مهاده...

ــ هو في عيش أخضر العود ، مائل الغصن بين أنوار خير وخصب وأنوار رياض وعشب.. ،

أثر الفقر

ــ جاءنا بوجه قد غبّر فيه الفقر، وأمال قناته السقم .

ــ جاءنا بوجه أكسف من باله وزيّ أوحش من حاله ــ جاء ببدن ناحل ورجل وحلة وأنياب قد افترّ عنها

الضرّ والعيش المرّ ...

ــ أقبل علينا بوجه قد نضب ماؤه وطال سقاؤه، وفي قميص قد أكل عليه الدهر وشرب ...

ــ يده صفر ، ومنزله قفر، وغذاؤه الخوى ، وعشاؤه الطوى ، ووطاؤه الغبراء ، ووساده الحجر، وغطاؤه الخضراء ، وإدامه التشهي وطعامه التمني .: أفرغ بيتا من فؤاد أمّ موسى

لفرح والسرور

ــ أخذتني هزّة وانتشرت في جوانحي مسرّة...

ــ كدت أهيم فرحا وأطير بجناح السرور مرحا ...

ــ دبّت فيّ نشوة الارتياح وانشرح صدري وتهلّل وجهي أنسا كان من قبل عابسا وأورق غصنا من الفرح وعهدي به يابسا ...

ــ قرّت عيناي وانبسطت يمناي ، فأنا في ثوب المسرّة رافل..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الخوف والذعر والوجل

ــ طار قلبي بجناح الوجل وقد ملكني خوف لا يريم وذعر لا ينام ولا يقيم ...

ــ قد طاح روعي فــَــرَقــًــا وطار قلبي فــِــرَقــًا...

سوء الخلق

ــ شخص ضيّق الصدر خــُــلــُـقه عصارة لؤم كالكمأة لا أصل ثابت ولا فرع نابت ...

ــ شخص منغمس في عيبه ، فــظـّ مُلئ قلبه رَيْـنـًا وقوله مَيْـنـًا ...

ــ شخص لسانه مقراض للأعراض ، يأكل خبزه بلحوم الناس ، عِرْضه دنيّ وفمه بذيّ..

ــ شخص وعْده برق خـُـلّب وروغان ثعلب ، سحائب الصيف أثبت من قوله والخط في صفحة الماء أقوى من عهده ووعده...

* الاعتذار والاستعطاف

ــ قد هربت منك إليك واستعنت بعفوك عليك ، قد زللــْــت وقد يزلّ العالِمُ الذي لا أساويه ، وعثــُــرت وقد يعثر الجواد الذي لا أجاريه ، إنّ العفو من موجبات الكرم وقبول المعذرة من محاسن الشيم ...

إقبال الليل وانتشار الظلمة

ــ أقبل الليل وعساكره فخلع علينا فروته وألبسنا ظلامه بردته وقد طفت النجوم في بحر الدجى...

ــ لبس الليل جلبابا من القار فكان كجناح الغراب وشعر الشباب ...

ــ هجم الليل بظلمته الحالكة لا تخلّلها أنوار كليل الأعمى ، وكأنّ نجومه عُقِلَتْ فلا تسير ولا تدور ولا تغور ...

ــ حلّ الليل وقد حلك إهابُه ( أي الجلد المحيط بالجسم ) وكأنّ الفجر يهابُه....

* في ذمّ الكلام غير اللائق

ــ كلام تــَــنــْـبُو عن قبوله الطباع وتتجافى عن استماعه الأسماع ...

ــ كلام قاسٍ لا يرفع السمع له حجابا ولا يفتح القلب له بابا

ــ كلام كأنّه ثـَـمَرٌ قــُـطِف قبل أوانه ، كلام رثّ ومعنى غثّ لا طائل فيهما ولا حلاوة فيهما ...

الشتاء وبرده

ــ مدّ الشتاء رواقه ، وألقى أوراقه ، وحلّ نطاقه ، وأناخ بنوازله ، وكلح بوجهه ، وكشّر عن أنيابه ببرد تعبس له الوجوه الطلقة وتعمش العيون ويُسيل الأنوف ويقشّف الأبدان، ويقضقض الأعضاء وينفض الأحشاء

ــ أقبل الشتاء ببرد يُجْمِدُ الرّيق في الأشداق ، والدمع في الآماق ، ويحول بين الكلب وهريره والأسد وزئيره والطير وصفيره والماء وخريره...

ــ يوم شتويّ عبوس قمطرير ، كأنّ الأرض شابت لهوله ، والدنيا فيه كأنّها كافورة ، وهواؤه كالزنابير اللاسعة .

لصّيف وحرّه

ــ أقبل الصّيف فقوِيَ سلطان الحرّ وفُرِشَ بساط الجمر ، وغيّر الهواء طبعه وبدّل مزاجه ...

ــ أقبل الصيف بحرّ كحدّ السيف ، لقد أوقدت الشمس نارها وأذكت أوارها ، فأصبحت البسيطة (أي الأرض ) كأنّها بساط من الجمر ...

ــ أقبل الصيف بحرّ هاجِرَتِهِ كقلب المهجور والتنّور المسجور ، ظلّها يحموم وماؤها محموم...

في ذكر الخريف

ــ انحسر قناع الصيف ، وخبت جمرة الهواجر ، وأخذت عواصف البرد تهبّ ، وأقبلت عقاربه تدبّ وخفّت الرّياح وجفّت الأعواد ...