احلى نــسـمـــة امــــــــــل

قصص الانبياء للاطفال  Medium11

قصص الانبياء للاطفال  Images30
البريد الالكتروني للمنتدى
nesmat.amal@gmail.com




انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

احلى نــسـمـــة امــــــــــل

قصص الانبياء للاطفال  Medium11

قصص الانبياء للاطفال  Images30
البريد الالكتروني للمنتدى
nesmat.amal@gmail.com


احلى نــسـمـــة امــــــــــل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
التوقيت المحلي
الساعة الأن بتوقيــــــــت ( تــــــــــــــــــونس )
جميع الحقــــــــــــوق محفـــــوظة احلى نــسـمـــة امــــــــــل
 Powered by Aseer Al Domoo3 ®https://nesmet-amal.forumarabia.com
حقوق الطبع والنشر©2012 - 2011
ملتقى نسمة امل
ملتقى نسمة امل
منتدى الفنـــــــون
فرقة نجوم الشرق
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 2 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 2 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 468 بتاريخ الأحد ديسمبر 07, 2014 5:57 pm
المواضيع الأخيرة
» شركة تنظيف مكيفات شباك في عجمان
قصص الانبياء للاطفال  Icon_minitime1الخميس أبريل 04, 2024 12:40 am من طرف شيماء أسامة 272

» شركة مكافحة الفئران بالجبيل
قصص الانبياء للاطفال  Icon_minitime1الخميس فبراير 29, 2024 11:23 pm من طرف شيماء أسامة 272

» تركيب مكيفات عجمان
قصص الانبياء للاطفال  Icon_minitime1الثلاثاء يناير 16, 2024 11:06 pm من طرف شيماء أسامة 272

» مظلات وسواتر الرياض
قصص الانبياء للاطفال  Icon_minitime1الأحد ديسمبر 10, 2023 1:27 am من طرف شيماء أسامة 272

» شركة تنظيف ستائر براس تنورة
قصص الانبياء للاطفال  Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 14, 2023 10:47 pm من طرف شيماء أسامة 272

» شركة مكافحة حشرات بالجبيل
قصص الانبياء للاطفال  Icon_minitime1السبت أكتوبر 14, 2023 12:34 am من طرف شيماء أسامة 272

» اصلاح افران في عجمان
قصص الانبياء للاطفال  Icon_minitime1الأربعاء أغسطس 02, 2023 8:51 pm من طرف شيماء أسامة 272

»  تجارة فوركس
قصص الانبياء للاطفال  Icon_minitime1الخميس ديسمبر 12, 2019 3:23 am من طرف sarausef

» التحليل الفنى للذهب
قصص الانبياء للاطفال  Icon_minitime1الأربعاء ديسمبر 11, 2019 7:54 am من طرف sarausef

» شركة دي سي اس مصر لكاميرات المراقبة 2019
قصص الانبياء للاطفال  Icon_minitime1الإثنين يوليو 08, 2019 6:07 pm من طرف كاميرات مراقبة

الزوار الان
free counters
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم

بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

تدفق ال RSS


Yahoo! 
MSN 
AOL 
Netvibes 
Bloglines 


اوقات الصلات بالبلدان العربية
تونس المغرب ليبا الجزائر مصرمصر ........(القاهرة) سوريا الاردن فلسطين المملكة العربية السعودية

قصص الانبياء للاطفال

اذهب الى الأسفل

قصص الانبياء للاطفال  Empty قصص الانبياء للاطفال

مُساهمة من طرف ميراوالحب الإثنين مارس 02, 2015 12:40 pm


لحمد لله ربِّ العالمين، حمدًا كثيرًا طيبًا مبارَكًا فيه، حمدًا يوازي نعمته علينا بالإسلام؛
إذ أنزل إلينا خير كتبه، وأرسل إلينا أفضل رسله، وشرَع لنا أفضل شرائع دينه،
وجعلنا من خير أمة أُخرجت للناس، والصلاة والسلام على خير البرية، وآله وأصحابه،
ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: في خضمِّ الحياة المعاصرة باتت الحاجة مُلحَّةً
لأن نُعيد إلى أذهاننا وأذهان أبنائنا مِن الأطفال والشباب الصُّورةَ الصحيحة للقُدوة الصالحة،
والشخصية التي تستحق أن تُتبع وأن يُحتذى بها؛ حتى نَبني أجيالاً من الشباب الصالحين
الذين يُمكن أن يكونوا هم أنفسهم قدوةً لغيرهم ولهذا السبب اخترنا لكم
قصصا الانبياء الصالحين ونسأل أن يتقبَّلها وينفع بها وعلى بركة الاله تعالي نبدأ .



ميراوالحب
ميراوالحب
عضو مشارك
عضو مشارك

تونس
انثى
الجدي عدد المساهمات : 176
تاريخ التسجيل : 26/12/2012
العمر : 38

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصص الانبياء للاطفال  Empty رد: قصص الانبياء للاطفال

مُساهمة من طرف ميراوالحب الإثنين مارس 02, 2015 12:45 pm

سيِّدنا آدم - عليه السلام -


اجتمع الأولاد حول جدِّهم في جلسة عائلية جميلة، وبعد تناولهم طعام الغداء بدأ الجدُّ يَحكي لأحفاده كيف أن الله خلَق السموات والأرض بكلِّ ما فيها مِن كواكبَ ونجومٍ ومَجرات، وخلَق المجموعات الشمسية الكثيرة التي لا يُعرف عددُها، ومِن تلك المجموعات الشمسية والنجمية كانت مجموعتنا الشمسية الكبيرة، والتي تضمُّ بينها الكرة الأرضية التي نَحيا عليها بما فيها من بحار وأنهار ومحيطات وجبال وغابات، لكن هذه الأرض لم يكن فيها بشَر، وكانت خالية إلا مِن الحيوانات والنباتات والجان.

قال شعيب: ألم يكن هناك مخلوقات سوى الحيوانات والنباتات؟!
الجد: في تلك الأثناء لم يكن هناك مخلوقات في الكون سِوى الملائكة والجنِّ.
إلياس: جدِّي، ممَّ خلَق الله الملائكة والجن؟

الجد: خلَق الله الملائكة مِن نور، وخلَق الجنَّ مِن نار.
مسعود: هل حقًّا يا جدي أن الجنَّ كانت تَسكن الأرض قبل خلق سيدنا آدم - عليه السلام؟

الجد صالح: نعم.
إلياس: فما الذي حدَث لهم بعد ذلك؟

الجد صالح: حدَث أن طغت الجنُّ وتمرَّدوا، وعصَوا أمر ربهم، فغيَّروا وبدَّلوا، وأفسدوا في الأرض.

وأراد الله - سبحانه وتعالى - أن يَخلق بشرًا مِن طين؛ ليسكن في الأرض؛ فقال - سبحانه وتعالى - للملائكة: ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، ولم تعرف الملائكة حِكمة الله في ذلك، فخافتْ أن يكون ذلك المخلوق سيَسفِك الدماء ويُفسد في الأرض كما أفسدت الجن، إلا أن الله طمأَنهم، وقال لهم: ﴿ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30]؛ أي: إنه أعلم منهم بكل شيء، وهم لا يعرفون الغاية مِن خَلقِه.

وأمر الله الملائكة أن تجمَع حِفَنًا مِن تراب الأرض من كل اتجاه، فجاءت الملائكة بتُراب مُختلف الألوان؛ ولذا يَختلف الناس في اللون والطبْع.

وبعد ذلك مزَج الله التراب بالماء فصار صلصالاً مِن حمأ مسنون، ومِن هذا الصلصال خلَق الله - سبحانه وتعالى - آدم وسوَّاه بيدَيه.

شُعيب: لكن لماذا سماه الله - سبحانه -: آدم، يا جدِّي؟
تبسَّم الجد وقال: سمَّاه اللهُ - سبحانه وتعالى - بآدم؛ لأنه خلَقه مِن أديم الأرض؛ أي: ترابها.

وهنا أسرع إلياس يسأل جدَّه بلهفَة وشَوق لمعرفة ما حدث بعد ذلك: وماذا فعل الله - سبحانه وتعالى - بعد ذلك يا جدي؟

الجد صالح: ثمَّ علمه الله أسماء كل الأشياء؛ فهذا عُصفور، وهذه سماء، وهذا جبل، وهذه حمامة.... إلى آخِر الأشياء، وعرض كل الأشياء على الملائكة، وطلب منهم ذكْر أسمائها، لكنَّ الملائكة لم يَعرفوها، وقالوا: سبحانك يا ربِّ لا عِلم لنا إلا ما علمتَنا، فطلب مِن آدم أن يُخبرهم بتلك الأسماء، فلمَّا أخبرَهم بتلك الأسماء، عَلِموا ما أراده الله بخلْق آدم، وأن الله هو وحده من يعلم كلَّ شيء.

عندها أمر الله - سبحانه وتعالى - الملائكة أن تسجد لآدم، ليس تقديسًا؛ لأن سجود التقديس لا يكون إلا لله؛ وإنما تكريمًا لمكانته عند الله، وهذا مِن فضيلة العِلم والعلماء؛ فالأفضلية دائمًا لصاحبه في الدنيا والآخِرة.

وسجَد الملائكة كلُّهم إلا واحدًا لم يُطِع أمر الله - سبحانه وتعالى - في السجود لآدم - عليه السلام.

مسعود: ومَن يكون يا جدِّي؟ أهو أحد الملائكة؟
شُعيب: ولماذا عصى ربَّه ولم يسجد لآدم كما أمره؟
تبسَّم الجد وقال: إنه إبليس، وقد كان من الجن، يعني أنه أقل مرتبة مِن الملائكة، ولكنَّ غروره وتكبُّره منعَه مِن السجود لآدم، وقال لله - سبحانه وتعالى -: أأسجد لبشَر وأنا خير منه؛ خلقتني من نار وخلقته من طين؟

فقال له الله - عز وجل -: اخرُجْ مِن الجنَّة؛ فإنك مَلعون مِن هذه اللحظة؟

وقرَّر إبليس أن يكون عدوًّا لدودًا لآدم وأبنائه من بعده، وسوف يُغويهم ويَأمرهم بعِصيان الله وطاعته هو، فطلَب إبليس مِن الله أن يُبقيَه حيًّا إلى يوم القيامة، فأعطاه الله ما سأل؛ حتى يكون اختبارًا لبني آدم في مُحارَبة عدوِّهم إبليس.

وأخرجَه الله مِن الجنَّة، وتوعَّده بأن يملأ جهنم منه وممَّن يَتبعه ويُطيعه مِن أبناء آدم.

وهكذا خلَق الله آدم، وأسكنَه الجنَّة بعد أن طرَد إبليس، وعاش آدم وحده، هادئ البال، قرير العَين.

إلا أنه كان يَشعر أنه وحيد، وذات يوم استيقظ آدم مِن نومه ليجدَ مخلوقًا جميلاً ينظر إليه يُشبِهه في التكوين، وإن كان يَختلف عنه قليلاً، فتعجَّب، وقال لها: لمْ تكوني هنا قبل أن أنام فمَن تَكونين؟

قالت: امرأة.
ومِن أين جئتِ؟
قالت: جئتُ مِن نفسِك؛ خلقني الله منك وأنت نائم.

قال: ولم خُلقتِ؟
قالت: لتسكن إليَّ.

فقال آدم: الحمد لله لقد كنتُ أَشعُر بالوحدة.
فقالت له الملائكة يَنظرون مدى ما بلَغ مِن عِلمه: ما اسمُها يا آدم؟
قال: حواء.

عندها سأل مسعود مُسرعًا مُتلهِّفًا: لكن لماذا سماها حواء يا جدي؟
قال الجد: مهلاً يا مسعود ستعرف الآن؛ لقد سألَتِ الملائكة أبانا آدم نفس السؤال، فأجابهم: لأنها خُلقت منِّي، وأنا شيء حي، أعلمتَ إذًا لِمَ سمَّاها حواء؟

شُعيب: ومِصداق هذا قول الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً... ﴾ [النساء: 1] الآية، وقوله تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا ﴾ [الأعراف: 189].

إلياس: صدَق الله العظيم؛ وما الذي حدَث بعد أن زوَّج الله - سبحانه وتعالى - أبانا آدم أُمَّنا حواء؟
الجد صالح: لقد عاشا معًا سعيدَين في الجنة، يتَمتَّعان بنعيمِها؛ حيث الأشجار الخَضراء المُتمايِلة، والهواء النقيُّ، والطيور المُغرِّدة، والمياه العذْبة الرقراقة، كانا يتمتعان بكل شيء، ويأكلان من كل ما يريدان، إلا شجرة واحدة؛ أمرهم الله -تعالى- بعدم الاقتراب منها، وأطاعا أمرَ ربِّهما؛ فالأشجار الجميلة غيرُها كثيرة، فليس هناك مِن ضرر في عدم الأكل منها.

لكن إبليس اللعين لم يهنأ له بال، فقرر أن يحرم آدم من النعيم الذي هو فيه، فبدأ يوسوس له ولزوجته حواء ويغريهما بالأكل من هذه الشجرة، وحلف لهما بالله أنه لهما لمن الناصحين، وأنه لأجلهما لحزين مهموم؛ لأنهما سيَخرجان مِن هذا النعيم إن لم يأكلا من هذه الشجرة.

نسي آدم - عليه السلام - تحذير الله تعالى له، من إبليس وعداوته، وغرَّه تظاهُرُ إبليس بالعطف عليه والحزن لأجله، كما زعم له.

فقال لإبليس: ولكن ما الحيلة لكي لا أخرج من هذا النعيم؟
فقال له إبليس: الحيلة لديك؛ شجرة الخلد، من يأكل منها لا يَمُتْ أبدًا.

وأشار إلى الشجرة التي نهى الله آدمَ وحوَّاء عن الأكل منها، وتابَعَ قائلاً لهما: ﴿ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ ﴾ [الأعراف: 20].

وازدادت ثقة آدم - عليه السلام - بإبليس اللعين، وكادَ يطمئنُّ إليه وهو العدوُّ المبين، ثم إنَّه استذكر فقال له: "أحقًّا ما تقول"؟

فحلف إبليس بالله يمينًا كاذبًا أنَّهُ لآدم مِن الناصحين، وعليه مِن المُشفِقين، ثم قال له: "تأكل مِن تلك الشجرة أنت وزوجك، فتَصيرا في الجنة إلى الأبد".

لم يظنَّ آدمُ - عليه السلام - أنَّ مخلوقًا لله -تعالى- يحلف بالله كاذبًا، فصدَّقه، وراح يأكل هو وحوَّاء مِن الشجرة، ونَسِيا ما أمرَهما به الله - سبحانه وتعالى.

مسعود وشُعيب - وقد بدا عليهما الحزن -: وما الذي حدَث بعد أن أكَلا منها يا جدي؟

الجد صالح: ما كادَ آدم وحوَّاءُ، يأكلان من الشجرة التي نهاهما الله عن الأكل منها، حتى ظهرا عاريَين، فأحسَّ آدم بالخجَل؛ لعِصيانه أمر الله، وأخَذا ورَق الشجر يَستُران به عوْرتهما، هنا عاقبهما الله بإخراجهما من الجنة، وذكَّرهما بتحذيره لهما مِن الشيطان، فاستغفَرا الله، وتاب الله عليهما، وأمر بإنزالهما إلى الأرض ليَعيشا فيها.

وبكى آدم - عليه السلام - وبكتْ أمُّنا حوَّاءُ لما سَمِعا الأمر الإلهيَّ لهما بالخروج مِن الجنَّة، وبكَت الملائكة لهذا المخلوق الذي سجدَتْ له تَكريمًا.

شُعيب: وهل معنى ذلك - يا جدي - أن خروجنا مِن الجنَّة بسبب خروج سيدنا آدم - عليه السلام - منها؟

الجد: لم يكن خروج آدم - عليه السلام - من الجنة سببًا في خروجنا منها؛ لأن الله -تعالى- قال للملائكة: ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ [البقرة: 30]، وهكذا كانت الأرض، وكان آدم أول البشر الذي خلقه الله مِن التراب، ثم أسكنه الأرض ليملأها بأبنائه وأحفاده مِن كل الألوان والأجناس، وبدأت الرحلة في الحياة على الأرض، وكَثُر عدد أبنائهما، وأخذوا يَنتشِرون في الأرض، وهم يعبدون الواحد الرازق، حتى مات سيدنا آدم ولهُ مِن الذريَّة مِن ولده وأولاد ولده العدد الكثير، بعد أن عمِّر تسعمائة وستين سنة، ولم تُعمَّر أمُّنا حواء بعد آدم إلا قليلاً، عامًا واحدًا مرضتْ بعده وماتَت، ودُفنت إلى جانب آدم - عليه السلام.

شُعيب: جزاك الله خيرًا يا جدي.
الجد صالح: لم يبْقَ مِن جلستنا تلك إلا أن نَذكُر الدروس المستفادة مِن قصَّة سيدنا آدم - عليه السلام.
إلياس: تعلمْنا مِن قصَّة سيدنا آدم أن فضْل العِلم عظيم، وبه يَرتفِع شأن الإنسان إلى مراتِبَ عاليَةٍ سامقة في الدنيا والآخرة.

فتعلُّم الدِّين هو أفضل ما يُعطيه الله - عز وجل - للمسلم في الدنيا؛ لأن الله لا يُعطي هذا الدين إلا لمَن أحبَّه، وإذا أحبَّ الله عبدًا علَّمه الدِّين، وهداه إلى العمل به.

مسعود: إن الشيطان للإنسان عدوٌّ مُبين، يتربص ببني آدم في كل وقت وحين؛ ليُبعدهم عن عبادة الله، ويأمرهم بكلِّ قبيحٍ، ولكنه ليس له سلطان على عباد الله الصالِحين الذين يَذكرون الله في كل أحوالهم.

شُعيب: تعلمنا أن الكَذِب صفة مِن صفات الشيطان؛ فإن إبليس كذب على سيدنا آدم فصدَّقه؛ لأنه لم يتخيَّل أن مخلوقًا لله يَكذِب.

الجد صالح: أجل؛ إن الكذب لخلُق سيِّئ قبيح، ليس مِن صفات المؤمنين، بل من صفات الشياطين؛ فعندما سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيَكون المؤمن كذَّابًا؟"، قال: ((لا))، وهو هنا نَفى الكذب عن المؤمن؛ لأنه من صفات المنافقين.

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يزال العبد يكذب وتنكت في قلبه نكتة سوداء حتى يسود قلبه كله؛ فيكتب عند الله من الكاذبين))، قال الله تعالى وهو أصدق القائلين: ﴿ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران: 61].

إلياس: أعاذَنا الله مِن ذلك؛ إن الكذب عاقبتُه وخيمة، وإن الصدق لخلُق كريم.

شعيب: أجلْ، وأحفظ حديثًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((عليكم بالصِّدْق؛ فإن الصدق يهدي إلى البرِّ، وإن البرَّ يهدي إلى الجنة، وما يَزال الرجل يَصدُق ويتحرَّى الصِّدق؛ حتَّى يُكتَب عند الله صدِّيقًا، وإياكم والكذب؛ فإن الكذب يَهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يَكذِب ويَتحرَّى الكَذب؛ حتى يُكتَب عند الله كذابًا)).

الجد صالح: البِرُّ - يا أولادي - معناه: العمل الصالح الخالص مِن كل مذموم، والفجور هو الميل عن الاستقامة والبُعْد عنها.

وعلينا أن نتَحرى الصدق دائمًا في أقوالنا وأفعالنا، ويَكفي في فضيلة الصدق أن الله -تعالى- وصف الأنبياء به، ومدَحهم، وأثنى عليهم، فالصدق خلُق الأنبياء؛ فإبراهيم مدَحه الله، وقال: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 41]، وإسماعيل مدحه الله وقال: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 54]، ورفع الله سيدنا إدريس بالصِّدق، وأثنى عليه، وقال: ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا * وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا ﴾ [مريم: 56، 57].

شُعيب: إن الصِّدق خلُق الأنبياء، رزَقنا الله الصِّدق، وأبعدنا عن صفه الكذب الشنيعَة، صفة الشياطين والمنافقين.

الجميع: آمين.

مسعود: جزاك الله خيرًا يا جدي.

إلياس، وقد استوقف مسعود وهو يتهيأ للقيام مُسرعًا: انتظر قليلاً؛ علَّمنا رسولنا الكريم عند ختام المَجلِس أن نقول: ((سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك))، فمَن قاله غفَر الله له كل ذنْب ومعصية حدثت منه في المجلس.

الجد صالح: أحسنتَ يا إلياس؛ فهيا يا أولاد كَي نقوله جميعًا، وغدًا - إن شاء الله - سأقصُّ عليكم قصة سيدنا نوح - عليه السلام.

الجميع: سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت نَستغفِرك ونتوب إليك.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/49707/#ixzz3TEC4JsGm
ميراوالحب
ميراوالحب
عضو مشارك
عضو مشارك

تونس
انثى
الجدي عدد المساهمات : 176
تاريخ التسجيل : 26/12/2012
العمر : 38

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصص الانبياء للاطفال  Empty رد: قصص الانبياء للاطفال

مُساهمة من طرف ميراوالحب الإثنين مارس 02, 2015 12:46 pm

سيدنا نوح عليه السلام

وفي اليوم التالي التفَّ الأولاد حول جَدِّهم، وكان برد الشتاء في تلك الليلة شديدًا، فأشعلت الجدة (فاطمة) نار المدفئة، وأحضرت لهم بعض المشروباتِ الدافئة، وكان (كاكاو باللبن)؛ فالأطفال تحبُّه كثيرًا، ثم جلست معهم تستمِع، وانطلق الأولاد يستعجلون الجد ليبدأ ما وعَد به بالأمس، فيَقُص عليهم قصة سيدنا نوح - عليه السلام.

شعيب: ما الذي حدث بعد أن مات سيدنا آدمُ - عليه السلام - يا جدي؟
الجد صالح: انتشر أبناؤه في الأرض يعمِّرونها، وكانوا يعبدون الله تعالى وحده، ويعملون بتعاليمه، ويُطيعون أوامره، ومرت سنوات؛ وسنوات طويلة مات الكثير منهم وبقي الكثير.

إلياس: وكم عدد تلك السنين يا جدي؟
الجد صالح: كان بين سيـدنا آدمَ - عليه السلام - وسيدنا نوح - عليه السلام - عشرة قرون، كلها كانت على الإسلام .

مسعود: معذرة يا جدي، هل ذُكِر ذلك في القرآن؟
الجد صالح: لا يا مسعود، ولكن الذي أخبرنا بذلك هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((كان بين آدم ونوح عشرةُ قرونٍ، كلهم على شريعة من الحق))، وشريعة الحق هي الإسلام.

الجدة: وما الذي حدث بعد ذلك؟ وما الذي غيَّر شريعتهم؟
مرت سنوات وسنوات والناس على عبادة الله، ومات الكثير والكثير، وكان من بين مَن مات خمسة رجال صالحين أحبَّهم الناس كثيرًا، وحزِنوا لموتهم؛ وكانوا يُسمَّون: "ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونَسر".

وكانت هناك فرصة كبيرة للشيطان ليبدأ في تحريض الناس على عِصيان الله تعالى، والشرك به، ووسوس لهم الشيطان، ودلَّهم على طريقةِ إبقاء ذكرى أولئك الرجال الخمسة؛ حتى لا ينساهم الناس.

أوحى لهم الشيطان أن يقيموا أصنامًا لهؤلاء الرجال الصالحين، وكانت الأصنام مصدر سعادة للناس؛ حيث كانت تذكِّرهم بأولئك الرجال الصالحين، ومرَّت السنون، ومات هؤلاء الذين بنوا الأصنام، وجاء بعدهم أبناؤهم، ثم ماتوا ثم جاء بعدهم أبناء أبنائهم، ولم يعرفوا لم صُنِعت هذه الأصنام؟ فاستغلَّ الشيطان نِسيانهم.

وهنا قال شعيب: وهذه فرصة له كبيرة، وهو المتربّص ببني آدمَ ليُبعدهم عن عبادة الله؛ كما أخبرتنا يا جدي في قصة سيدنا آدمَ - عليه السلام.

الجد صالح: أحسنتَ يا شعيب، وهكذا انحرف الناس عن عبادة الله إلى عبادة الأصنام التي لا تضرُّ ولا تنفع.

فبعث الله إليهم نوحًا - عليه السلام - ليهديهم إلى عبادة الله.

الجدة فاطمة: لكن لماذا اختار الله سيدنا نوحًا واصطفاه من بينهم ليدعوهم إلى عبادة الله، أكان سيدًا فيهم؟
الجد صالح: كان نوحًا - عليه السلام - عظيمًا في قومه، واختاره الله؛ ليس لأنه أغنى قومه، أو السيد على القوم، أو الحاكم، وإنما لطهارةِ قلبه وصفائه ونقاء عقيدته.

مسعود: ولسبب آخر أيضًا يا جدي؛ لقد سماه الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3]؛ أي: إنه كان يشكر ربَّه في كل أحواله وأقواله، إذا أكل أو شرب حمِد الله وشكره، وإذا لبس ثوبه شكر الله، وهكذا كان دائم الذكر لربه.

إلياس: ما أعظم أن نرطِّب ألسنتنا بذكر الله وشكره، لكن ما الذي حدث بعد ذلك يا جدي، هل استجاب قومه له، وهل رحَّبوا بدعوته؟

الجد صالح: أخذ يدعو قومَه للعودة إلى عبادة الله، وترْك عبادة الأصنام، وبيَّن لهم كيف أن الشيطان خدَعهم، وحاوَل معهم بمختلف الحُجَج والوسائل في الليل والنهار، والسر والإجهار، بالترغيب تارة والترهيب أخرى، يحدِّثهم عن قدرة الله - عز وجل - وعظمته، يذكرهم بنعمه الكثيرة الهائلة، ويقول: انظروا ها هي الأرض تحمِل من الخيرات الكثير والكثير، تأمَّلوا الأشجار وما تحمل من ثمارٍ، والحيوانات والنباتات والجبال والأنهار، انظروا إلى أنفسكم وتأمَّلوا هذه النعم العظيمة التي أعطاها الله تعالى لكم: هذا العقل الذي تفكِّرون به، هذه العين التي تنظرون بها، وهذه الأقدام التي تمشون عليها، وغيرها، وكل هذا لم ينجح فيهم، بل استمر أكثرهم على الضلالة والطغيان وعبادة الأصنامِ والأوثان.

ونَصَبوا له العداوةَ في كل وقت وأوان، وتنقَّصوه وتنقَّصوا منَ آمن به؛ إذ لم يُصدّقه منهم سوى عدد قليل من الفقراء والضعفاء، أما الأغنياء الأقوياء والحكام فلمْ يستجيبوا لدعوته، ولم يكن حتى ليجد الراحة في بيته؛ فقد كانت زوجته هي الأخرى كافرة تستهزئ بدعوته، وتسخر من كلامه، حتى الأطفالُ الصغار كانوا يَلتفُّون حوله ويقولون: المجنون المجنون؛ لقد كان قومه غِلاظ القلوب يَرمونه بالحجارة المدبَّبة، ويتَّهِمونه بالخَبَل والجنون!

وقالوا له: كيف يكون الرسول بشرًا مثلهم؟
فبيَّن لهم سيدنا نوح أنه بشرٌ ومرسل لهم؛ لأنهم بشرٌ مثله، ولو كان على الأرض ملائكة لأرسل الله لهم رسولاً من الملائكة، ثم بعد ذلك لجأ الكفار إلى المساومة، وقالوا لنوح - عليه السلام -: إذا أردت أن نؤمن بدعوتك، فاطرد هؤلاء الفقراء والضعفاء؛ لأنه من المستحيل أن تضمَّنا نحن الأغنياء الأقوياء والحكام مع هؤلاء دعوة واحدة فنتساوى معهم؛ فردَّ عليهم نوح - عليه السلام - بأنه ليس من حقه أن يطرد مَن يشاء.

ولكنهم لم يهتموا بكلامه، بل راحوا يَقذِفونه بأبشع الشتائم والصفات وقالوا له: ﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الأعراف: 60].

فقال لهم سيدنا نوح بأدب عظيم: ﴿ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 61].

وهكذا، كلما زادهم دعاءً وتذكيرًا، زادوه فِرارًا وإعراضًا، وإصرارًا على الباطل، واحتقارًا لأتباعه من الضعفاء؛ حتى إنهم طلبوا عذاب الله بأنفسهم، وقالوا له: ﴿ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾ [هود: 32].

الجدة فاطمة: يا إلهي، يطلبون العذاب بأنفسهم، إنه لضلال عظيم!!
الجد صالح: كان الكافرون في قمة العناد والكفر، وكانوا لا يُطيقون سماعَ سيدنا نوح - عليه السلام - حتى إن بعضهم إذا جاء ووقف بينهم وهم جالسون في مجموعات، وقال: اتقوا الله، واعبدوا ربكم.

قالوا: ماذا تقول؟ ويجعلون أصابَعهم في آذانهم، وبعد ذلك يأخذ الواحد منهم ثوبَه أو إزاره ويغطِّي وجهه، ويقول: لا أريد أن أراكَ، ولا أريد أن أسمعَ كلامك.

وهنا قال إلياس: وماذا فعَل سيدنا نوح يا جدي، هل انصرَف عنهم؟
الجد صالح: لا يا إلياس، فالأنبياء الذين يختارهم الله لا ينصرِفون عما كلَّفهم الله به، ولكن سيدنا نوح ظلّ يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، يدعوهم ويصبر عليهم، وقد تعاقَبتْ عليه منهم أجيال.

شعيب: ما أعظمَ صبرَ سيدنا نوح وحِلْمه على قومه.
مسعود: إن الصبرَ لخلق عظيم.

إلياس: وماذا حدث بعد ذلك يا جدي؟
الجد صالح: حزن سيدنا نوح وغضِب على قومه؛ لأنه كان يحبهم ويحب لهم الخير في الدنيا والآخرة، ولكنهم عصوه وكذَّبوه، فشكا نوح قومه إلى الله - سبحانه وتعالى - فأخبره الله بأنه لن يؤمن من قومه إلا مَن قد آمن معه، وفي هذه اللحظة دعا نوح على قومه، وقال: ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾ [نوح: 26].

عندها استجاب الله - عز وجل - دعوته، وعندها أمره الله أن يقوم ببناء سفينة، وأمره أولاً أن يزرع شجرة، وحينما نَمَت الشجرة وكبرت، أمَره الله بقطعها وتقطيعها.

وبدأ نوح ومَن معه من المؤمنين ببناء السفينة برعاية الله وتوجيهه، وكان لنوح - عليه السلام - ثلاثة أبناء: حام، وسام، ويافث، آمن منهم اثنان وبقي الثالث كافرًا.

وكان يصنع الفلك في صحراء وليس في بحر، وكلما مرَّ عليه قومه قالوا: ما هذه يا نوح؟!
قال: هذه فُلْك.
قالوا: أين البحر يا نوح؟! أتصنع فُلْكًا في الصحراء؟!
فسخروا منه، وقالوا: تعالَوا وانظروا إلى نبيكم هذا، أليس مجنونًا؟ أيصنع سفينة في الصحراء؟!
وكانوا يقولون: أصار نجارًا بعد أن كان نبيًّا؟!
ولكنه كان عنده ثبات على دينه وعقيدته، وكان يقول: فاضحكوا الآن، لكن فيما بعد سترونها تجري في البحر، وسوف تعلمون.

مسعود: وذلك كما أخبر ربنا - عز وجل -: ﴿ وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ * فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ [هود: 38، 39]، وهكذا أهل الإيمان دائمًا يَثبُتون على دينهم، ولا يتزعزعون لمجرد سخرية أهل الباطل.

الجدة فاطمة: أحسنتَ يا ولدي، ولكن ما الذي حدث بعد ذلك يا حاج صالح؟
الجد صالح: انتهي سيدنا نوح - عليه السلام - من بناء السفينة، وكانت كبيرة الحجم، وكانت ثلاث طبقات: العليا للطيور، والوسطى للناس، والسفلى للوحوش، وحان وقت العقاب الذي سيُنزِله الله بالكافرين.

قال الله تعالى لنوح: إذا رأيت الماء يخرج من التنُّور (الفرن، وهو مكان يُستبَعد خروج الماء منه، وكان علامة لنوح - عليه السلام)، فخذ من الحيوانات ومن الطيور من كل زوج اثنين، خذ ذكرًا وأنثى، وخذ معك كل من آمن بالله، وليصعدوا معك إلى السفينة.

وعندما رأى نوح الماءَ يخرج من التنور دعا كل المؤمنين ليركبوا السفينة، وبدأ الماء يخرج من كل فتحة من الأرض، ثم نزل المطر غزيرًا.. غزيرًا.

إلياس: وماذا فعل الكافرون؟
الجد صالح: لقد فوجئ الكافرون بما حدث فأخذوا يصيحون ويصرخون، وعرَفوا أن وعد الله الذي وعده لسيدنا نوح كان حقًّا، وأن نوحًا - عليه السلام - كان صادقًا، فأخذ الكفار المشركون يهربون إلى الجبال ليحتموا من الغرق في ماء المطر، لكن المطر استمرَّ حتى غمَر الأرض والجبال كلها، بل صار الماء جبالاً كجبال الأرض، وجرت فيه السفينة بيسرٍ وأمان، عندها طفتِ السفينة على وجه الماء، وسارت بكل مَن فيها.

وكان من بين هؤلاء الكافرين ابن سيدنا نوح، فناداه أبوه ليركب معهم، لكنه رفض، وقال: إنه سيحتمي بالجبال.

واستمر الماء يفيض من كل مكان، حتى لم يبقَ أحد حيًّا على الأرض، إلا من كان في سفينة نوح، وبعد مدة من السير وسط المياه، أرسل نوح حمامة تستطلِع الأخبار، عادت الحمامةُ وهي تحمل في منقارها غصنَ زيتون؛ فعرف نوح أن الأحوال هدأت فرسى بالسفينة على جبل يدعى (الجودي) بالعراق.

إلياس: وهل هَلَك كل الكافرين يا جدي؟
الجد صالح: أجل يا إلياس، هلكوا جميعهم.

الجدة فاطمة: كيف وقد وعد الله نوحًا أن ينجو أهله معه؟!
الجد صالح: أشفَق نوح - عليه السلام – على ابنه وانتابته عاطفة الأبوة، وقال لربه - عز وجل -: ﴿ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ﴾ [هود: 45]، وأنت وعدتني بنجاة أهلي، وإن وعدك الحق وولدي رفض أن يركب، وقال: ﴿ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ﴾ [هود: 43].

وكان الرد الرباني: ﴿ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ﴾ [هود: 46].

الجدة فاطمة: إذًا فما الذي أهلكه يا أولاد؟ عمله غير الصالح، وما الذي نجَّى نوحًا والذين آمنوا معه؟ العمل الصالح.

شعيب: معذرة يا جدي، أريد توضيحًا أكثر، كيف أنه ليس من أهله وهو ولده؟
الجد صالح: أخبر الله يا شعيب سيدنا نوح أن ابنه (عمل غير صالح)؛ أي: إن الرابطة الحقيقية التي تجعله من أهله ليست هي رابطة الدم التي تجمع بينه وبين ابنه؛ إنما هي رابطة العقيدة، وقد رفض الابن أن يكون على العقيدة الصحيحة، فانفصَم وانقطع ما بينه وبين أبيه من رباط؛ لأنه "عمل غير صالح"! أفهِمت الآن يا ولدي؟

شعيب: نعم يا جدي فهمت وجزاك الله خيرًا، لقد ظن سيدنا نوح أن أهلية النسب تبقى مع اختلاف الدين.

الجد صالح: ولذلك عاتَبَه الله؛ لأنه لم يُدرِك ذلك فأخذ نوح يدعو ربه ويَستغفِره، فتاب الله عليه.

إلياس - مُتلهِّفًا -: وماذا حدث بعد ذلك يا جدي؟
بعد ما خرج نوح من السفينة بدأت الحياة على الأرض مع أبناء نوح والمؤمنين معه، ليعمِّروا الأرض مرة أخري بالمؤمنين الصالحين، واستمر هذا حتى وقت طويل.

ونظر الجد إلى أحفاده قائلاً: وهكذا يا أحبائي نكون قد انتهينا من قصة سيدنا نوح، وغدًا - إن شاء الله - أقصُّ عليكم قصة هود - عليه السلام.

الجد صالح: والآن يا أولاد ما الدروس المستفادة من قصة نوح - عليه السلام؟
مسعود: أقول أنا يا جدي: إن الأنبياء ومَن بعدهم العلماء هم أحرص الناس على هداية الناس والعمل على تقريبهم من ربهم.

الجد صالح: أحسنت.
شعيب: وأنا أيضًا يا جدي، أن المسلمين أمة واحدة تربِطهم علاقة العقيدة، فكل المسلمين في أي أرض من بلاد الله إخوة مهما تباعدت المسافات.

الجد صالح: أحسنت.
إلياس: وأما أنا يا جدي فأقول: إن الإيمان بالله سببٌ للنجاة في الدنيا والآخرة.

الجدة فاطمة: وتعلَّمنا أن الشكر خُلُق عظيم؛ شكر الله - سبحانه وتعالى - على نعمه الكثيرة، وشكر الناس إذا أسدوا إلينا معروفًا؛ فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله)).

شعيب: ومصداق ذلك قول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ﴾[إبراهيم: 7].

الجد صالح: إن الشكر يا أبنائي خُلُق الأنبياء؛ فنوح - كما علِمنا - قال عنه الله: ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا ﴾ [الإسراء: 3].
وموسى قال الله له: ﴿ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ﴾ [الأعراف: 144].
وداود قال الله له: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ﴾ [سبأ: 13].
سليمان قال: ﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾ [النمل: 19].
إبراهيم قال الله عنه: ﴿ شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 121].

محمد - صلى الله عليه وسلم - كان يقوم الليل حتى تتفطَّر قدماه؛ أي: تتشقَّق من كثرة القيام ويقول: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا)).

فهل نحب يا أبنائي أن نُحشَر مع نبي الله نوح وموسى وداود وسليمان وإبراهيم ومحمد - صلى الله عليه وسلم - إذًا علينا أن نتَّبِع نَهجهم، ونحبهم حتى نحشر معهم؛ فإنهم كانوا شاكرين، والمرء مع من أحبَّ يوم القيامة.

الجدة فاطمة: اللهم اجعلنا يا رب من الشاكرين دائمًا.

الجميع: آمين، سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/literature_language/0/51226/#ixzz3TECYYBjB
ميراوالحب
ميراوالحب
عضو مشارك
عضو مشارك

تونس
انثى
الجدي عدد المساهمات : 176
تاريخ التسجيل : 26/12/2012
العمر : 38

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصص الانبياء للاطفال  Empty رد: قصص الانبياء للاطفال

مُساهمة من طرف ميراوالحب الإثنين مارس 02, 2015 12:57 pm

النبي هودعليه السلام

(إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد )


-كان يعيش في هذا المكان عربا بلغوا من الشدة والقوة مبلغاً لم يصله إليها غيرهم في ذلك العصر فبنوا مدينتهم( إرم ) ذات القصور الشاهقة بأعمدتها الضخمة التي لا نظير لها قال تعالى (ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد) وقد إكتشف العلماء تحت الكثبان الرملية في هذه المنطقة قصوراً عظيمة بأعمدة غاية في االروعة والإبداع ....

أنعم الله على هؤلاء القوم بالجنات الخضر والعيون الصافية والأنعام الوفيرة حتى كانوا في غاية الترف والهناء وقد مر زمن طويل فأنساهم الشيطان ما حل بقوم نوح وزين لهم المعاصي وعبادة الأصنام ليبعدهم عن طريق الجنة كما هدد وتوعدعندما قال( فبعزتك لأغوينهم أجمعين ).
ولكن الله لا يترك عباده لعدوهم فهو الرؤوف الرحيم فأرسل إليهم رجل منهم محبوب عاقل رشيد ليذكرهم ويحذرهم من عاقبة الشرك والكفر بنعم الله.
قال تعالى(وإلى عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون * قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين * قال يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين * ابلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين * أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون )
لكن قومه استكبروا وسخروا من نبيهم وغرتهم الدنيا فقالوا (أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ما كان يعبد آباؤنا فأتنا بما تعدنا أن كنت من الصادقين * قال قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب أتجادلونني في أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما نزَل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين)...
وبالرغم من تهديد الله لهم بالعذاب فإنهم لم يبالوا ولم يتفكروا بل تباهوا بقوتهم وجبروتهم (فأما عاد فاستكبروا في الارض بغير الحق وقالوا من أشد منَا قوة *
أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون) ...
واتبع هود معهم اسلوب أخر لعله ينفع فقال( يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون * يا قوم لا اسألكم عليه أجرا إن أجريَ إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون * ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين)
ولكن هذه المحاولة أيضاً لم تنفع فظلوا في عماهم وغفلتهم واستكبارهم ولم يبق إلا إنتظار ساعة العقاب


وعندما دنت الساعة امر الله نبيه والمؤمنين أن يتركوا المدينة كي لا يصيبهم الأذى .
وفي أحد الأيام الصافية رأى القوم السحب قادمة من بعيد فاستبشروا وقالوا : ها هو الخير والمطر وما دروا أنه العذاب والهلاك الذي وعدهم به ربهم قال تعالى (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين)..
ريح باردة تحمل رمال الصحراء تعصف بهم لثمانية أيام متواصلة أهلكتهم ودفنتهم كما أغرق الطوفان قوم نوح يقول ربنا (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية فهل ترى لهم من باقية )

خسروا جناتهم في الدنيا وخسروا جنات الآخرة بطاعتهم للشيطان الذي كان يتلذذ بعذابهم وبساعة انتصار جديدة على بني آدم ..
إلا أن هود ومن معه من المؤمنين كانوا عنوان هزيمة أخرى للشيطان وبداية لحقبة أخرى من الزمان وساحة معركة جديدة لن تنتهي حتى تقوم الساعة ..
ميراوالحب
ميراوالحب
عضو مشارك
عضو مشارك

تونس
انثى
الجدي عدد المساهمات : 176
تاريخ التسجيل : 26/12/2012
العمر : 38

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصص الانبياء للاطفال  Empty رد: قصص الانبياء للاطفال

مُساهمة من طرف ميراوالحب الإثنين مارس 02, 2015 1:02 pm

النبي صالح عليه السلام


حضر الأولاد في موعد القصة .. كان ابوهم ينتظرهم ..
جلس الأطفال وبدأ الأب يحكي
_ كان قوم ثمود يسكنون شمال الجزيرة العربية بين المدينة المنورة وتبوك ,في منطقة تسمى الحِجر ..
_ومدائن صالح كما وصفها القرآن الكريم تقع في وادِ واسع تحيط به سلاسل جبلية , لذا فإن الشخص الذي يقف عندها لا يمكن ان يطلق على هذا السهل الواسع واديًاً بسبب عرضه البالغ ولكن الذي ينظر إليه من الجو يوقن بأن هذا المكان وادياً وهذا دليل على أن القرآن الكريم منَزًل من عند الله فلم تكن الطائرات ولا الاقمار الصناعية قد اكتُشفت في زمن نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) قال تعالى (وثمودَ الذين جابوا الصخر بالواد )
وهب الله هؤلاء القوم قوة بدنية عظيمة فنحتوا بيوتهم في الجبال واقتلعوا الصخور ليشيدوا بها قصورهم على الأرض المستوية .. بيوتاً وقصوراً ذات تصاميم هندسية في غاية الإتقان والجمال ... قال تعالى (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا )
نادت أسماء أمها لترى الصور
قالت الأم بصوت حزين:
_لو أنهم لم يجحدوا النعمة.. لأدامها الله عليهم ولم يعذبهم .
قال الأب : وليس هذا فقط .. بل رزقهم الأراضي الخصبة , والمياه العذبة , إذ تنحدر مياه الامطار من الجبال ليحتضنها الوادي فتتفجر ينابيع وعيوناً , فجادت الأرض بالثمار والخيرات والنخل المتدلي بالتمر لثقل عذقه .. فنعموا بعيش رغيد.
ولكنهم بدل أن يشكروا الله على نعمه .. عبدوا أصناما صنعوها بايديهم ما أنزل الله بها من سلطان وأضلًهم الشيطان من جديد.
فبعث الله إليهم صالحا .. رجل وجيه في قومه ,حكيما , مسموع الرأي , معروفا بالنقاء والخير فقال لهم (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره )
فما كان منهم إلا ان أنكروا عليه ذلك وقالوا :
_ما هذا يا صالح .. لقد كان لنا رجاء فيك لعقلك وعلمك وحسن تدبيرك ...أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا !!؟...كل شيئ إلا هذا يا صالح.
(قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا أتنهانا ان نعبد ما يعبد آباؤنا وإننا لفي شك مما تدعونا إليه مريب).
كان الحق الذي جاء به صالح واضحاً كالشمس إلا أنهم كذبوه وشككوا في دعوته واتهموه بأنه مسحور مغلوب على عقله .. (قالوا إنما انت من المسحًرين).
ورسول الله صابر ثابت لا يزعزعه موقف قومه وهذا هو شان الانبياء في صبرهم ورحمتهم .. فاخذ يذكرهم بنعم الله عليهم فقال (أتتركون فيما ههنا آمنين * في جنات وعيون * وزروع ونخل طلعها هضيم * وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين * فاتقوا الله وأطيعون * ولا تطيعوا امر المسرفين * الذين يُفسدون في الأرض ولا يُصلحون * قالوا إنما أنت من المسحًرين * ما أنت إلا بشر مثلنا فأتِ بآية إن كنت من الصادقين)

ضاق القوم ذرعا بصالح وأرادوا أن يُعجزوه ويُسكتوه .. فتحدوه أن يأتيهم بمعجزة خارقة لا يقدر عليها البشر.. فإذا فعل.. فسيؤمنوا به .
أخذ صالح يدعو ربه ليستجيب لقومه.. حرصاًعليهم , واملاً بنجاتهم ...
فاستجاب له ربه فأخرج لهم من الصخرة الصمًاء ناقة , مليئة بالحيوية , ناقة معجزة مميًزة , وهم ينظرون ,, فآمن بعضهم , وجحد واستكبر المجرمون.. وكل من له مصلحة يخشى زوالها بإيمانه.
قالت زينب : خرجت من الصخرة ناقة حقيقية !!؟..كيف؟
_هنا تتجلى قدرة الله التي لا تحدها حدود (إنما امره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون).
كانت هذه المعجزة لها شروط
الشرط الأول : أن تشرب هي من الماء يوما فلا يقربه الناس , وهم يشربون يوما ويملأون أوانيهم ليومهم التالي.
والشرط الثاني : أن يَدَََعوها بأمان تاكل في أرض الله ولا يَُؤذوها .. فإن فعلوا فسيأخذهم عذاب عظيم
قال تعالى(قال هذه ناقة لها شِربٌ ولكم شِرب يوم معلوم * ولا تَمَسوها بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم)

كانت هذه الناقة فتنةً وإختباراً لهؤلاء القوم الجاحدين (إنا مرسلوا الناقة فتنة لهم فارتقبهم واصطبر) وأمر رسوله بالصبر عليهم وترقب ما يفعلون ...
ومرت الايام والناقة تعيش بين الناس بشرط الله وامره....
فلم يقوَالقوم على الطاعة بل كان طبعهم الظلم والطغيان فتآمروا على الناقة وقرروا عقرها ..فقام أشقى القوم وأتعسهم (إذ انبعث أشقاها) فضرب رِجل الناقة فسقطت فتحاملوا عليها وقتلوها وهذه هي صفة العقر..

فحل عليهم غضب ربهم وحق وعيدُه.
قال لهم نبيهم .. ماذا فعلتم .. ألم آمركم ألا تمسوها بسوء ..؟ أما وقد فعلتم فانتظروا ثلاثة أيام وسيأتيكم العذاب
(فعقروها فقال تمتعوا في داركم ثلاثة ايام ذلك وعد غير مكذوب)
ولم يكتفوا بهذا الجرم ولكنهم قرروا أيضاً التخلص من صالح واهله.. قال تعالى (وكان في المدينة تسعة رهط يُفسدون في الأرض ولا يُصلحون * قالوا تقاسموا بالله لنبيتنًه وأهله ثم لنقولنً لوليٍه ما شهِدنا مهلِك اهله وانا لصادقون)
هؤلاء الرهط ( الجماعة) لا يعرفون الصلاح ولا الإصلاح ولكن .....عجباً هاهم يحلفون بالله الذي يدعوهم صالح إلى توحيده وعبادته.. وهاهم يحرصون على الصدق حتى في إجرامهم.... فإنهم سيقتلون صالحا وأهله في الظلام فلن يروهم او يميزوهم وبهذا يكونوا صادقين في زعمهم بأنهم لم يشهدوا قتلهم .. إن هم سُئلوا ....أي إختلال في الفكر والعقل والخلق وأي إنحراف... يؤمنون بما شاءوا وقت ما شاءوا ويكفرون بما شاءوا وهذا ما يبغضه الله ولا يرضاه فدين الله كلٌ لا يتجزًأ ..
(ومكروا مكراً ومكرنا مكراً وهم لا يشعرون فانظر كيف كان عاقبة مكرهم أنا دمرناهم وقومهم أًجمعين)وأين تدبيرهم ومكرهم من تدبيرالله.
لم يقتل قوم ثمود كلهم الناقة ولم يتآمر جميعهم على قتل صالح وأهله ولكن العذاب شملهم جميعاً لأنهم لم يأخذوا على أيدي الظالمين بل إستحسنوا فعلهم .
أمر الله صالحاً والمؤمنين معه أن يتركوا القرية الظالمة فالعذاب آتٍ لا محالة...

ومر اليوم الاول ..ثم اليوم الثاني ...ثم اليوم الثالث .. والقوم لاهون غارقون في لهوهم وغفلتهم ..ثم جاءاليوم الرابع .. وجاءت اللحظة الحاسمة.....(فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوًاها ) فاتطلقت صيحة عظيمة أتت عليهم جميعاً فتركتهم كالأعواد الجافةالمهشمة (إنا أرسلنا عليهم صيحة واحدة فكانوا كهشيم المحتظِر) ..
(فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا أن في ذلك لآية لقوم يعلمون * وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون)
ولم تكتمل فرحة الشيطان مرة أخرى فلا زالت هناك بذرة للإيمان , ستنموفي مكان آخر.. يحملها صالح والمؤمنون معه



قالت أسماء وهي تنظر إلى صور القصور المنحوتة في الجبال:
_لماذا لا يسكن الناس هذه القصور ..؟
_لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم )عندما نزل بالناس على تبوك نزل بهم الحِجر عند بيوت ثمود فاستقى الناس من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود وعجنوا منها .. فأمرهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ان يهريقوا (يسكبوا)الماء ويعلفوا العجين الإبل .. ثم إرتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة فاستقوا منها
وقال لأصحابه وهو بالحِجر (لا تدخلوا على هؤلاء الظالمين إلا أن تكونواباكين )
وفي رواية اخرى(فإن لم تكونوا باكين فتباكوا خشية أن يصيبكم ما اصابهم )
فبقيت هذه القصورالتي ترونها شاهداً عليهم .. وعبرة لمن خلفهم .
قالت زينب وقد بدا في صوتها التأثر :
لماذا لا يعتبرون يا أبي .. في كل مرة يرسل الله للناس الرسول فيكذبوه فيعذبهم الله ..ثم يأتي غيرهم ويرسل الله لهم الرسول فيكذبوه فيعذبهم الله ..؟
_هؤلاء هم الناس الذين غرتهم الحياة الدنيا .. بزينتها من الأموال والأولاد والسلطان .. فتوهم الإنسان بأنه جبار لا يُقهر فيملؤه الزهو والتكبر والغرور فيمنعه ذلك من طاعة نبيه والإيمان به .. إسمعي يازينب ماذا قالوا عندما أخبرهم صالح أنه نبي أرسله الله إليهم لينقذهم من الشرك (فقالوا أبشراً منا واحداً نتبعه إنا إذاً لفي ضلال وسُعُر* أأُلقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشِر)
أما المؤمنون فقد فهموها بكل بساطة .. أطيعوا والله وآمنوا برسوله تأمَنوا عذابه وتفوزوا بجنته ...أدركوها بنقاء قلوبهم وصفائها.
ميراوالحب
ميراوالحب
عضو مشارك
عضو مشارك

تونس
انثى
الجدي عدد المساهمات : 176
تاريخ التسجيل : 26/12/2012
العمر : 38

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصص الانبياء للاطفال  Empty رد: قصص الانبياء للاطفال

مُساهمة من طرف ميراوالحب الإثنين مارس 02, 2015 1:06 pm

إبراهيم عليه السلام


كانت زينب مولعة بالقصص , لذا كانت هي أول من حضر ليستمع إلى قصة اليوم ثم تلتها أسماء ثم عبد الرحمن الذي كان أكثر ما يشده تلك الكرة الأرضية الصغيرة الدوارة.
وبعد دقائق لملم الوالد أوراقه وقال :
_ها .. نبدأ..؟
قال الاطفال بصوت واحد : نبدأ
_قصتنا اليوم عن نبي الله , وخليل الرحمن , وابي الانبياء , ابراهيم عليه السلام

_ ولد ابراهيم عليه السلام في مدينة تسمى اور وكان الناس في زمنه يعبدون الشمس والقمروالنجوم فينقشون لها صورا وينحتون تماثيل من الحجارة والخشب ثم يعبدوها ..
واخذ ابراهيم يكبر ويدرك.. فلم يقبل عقله هذه الاصنام التي هي أقل شأناً من الإنسان بل ومن الحيوان فهي لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع.

فقال لوالده منبهاً له (أتتخذ أصناماً آلهة ؟ إني أراك وقومك في ضلال مبين )
وبدأ ابراهيم رحلة البحث عن ربه .
(فلما جنَ عليه الليل رأى كوكباَ قال هذا ربي )
وفي إحدى الليالي المظلمة بدا كوكب في السماء يلمع فيزيل وحشة الليل وبعض الهم عن قلب إبراهيم فقال :
_ (هذا ربي)
فاخذ يناجيه ويفكر فيه لعله يجد عنده ما بيحث عنه .. وحين جاء الصباح أفل ذلك الكوكب وغاب .. (فلما أفل) قال إبراهيم :
_(لا أحب الآفلين ).. لا إنه ليس ربي .. فالرب لا يغيب عن الخلائق ..من يرعاها؟ .. من يدبر أمرها ؟.. إذا غاب عنها ربها.
وعاد إلى التفكير مرة أخرى باحثاً عن ربه .
(فلما رأ ى القمر بازغاَ قال هذا ربي)
ويرى إبراهيم القمر وكأنه يراه لأول مرة جميلاَ..يسكب نوره على هذه الأرض والسكينة في قلب إبراهيم فقال :
_(هذا ربي).
وأخذ يفكر فيه طول الليل حتى اختفى وراء الأفق
(فلما افل ) قال إبراهيم متوسلاََ إلى ربه أن يدله إليه ..وإلا فإنه سيكون من التائهين الضائعين (لئن لم يهدني ربي لاكوننَ من القوم الضالين)
ويعود إبراهيم إلى همه وحزنه .. حتى رأى الشمس ساطعة في السماء فقال :
_ما اروعها وأعظمها.. كيف لم أنتبه إليها.. (فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر )
فلما غابت ...اشرق في قلب إبراهيم نور الحق ووجد ربه.. ولكنه لم يجده في كوكب يلمع ولا قمريطلع ولا شمس تسطع.. فقال(يا قوم إني برئ مما تشركون * إني وجهت وجهيَ للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين)
يا خالقي وخالق كل الأحياء والأشياء في السماوات والأرض اتوجه إليك وحدك بالعبادة والشكر والإخلاص.
وياخذ الله بيد إبراهيم .. ويتخذه رسولاً وهادياً لقومه.


وبدأ إبراهيم يدعو قومه إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام والشرك بالله .. وهم يجادلونه ويحاججونه.. والله يلهمه البراهين والحجج فلا يجدون ما يقولون .. وقف يوماً أمام الملك (ويُعتقد انه النمرود)فدعاه إلى عباة الله الواحد
كان هذا الملك معجباً بنفسه , مُغتَراً بمُلكه , وكأنه يملك الناس والدنيا جميعاً(ألم تَرَ إلى الذي حاجً إبراهيم في ربه أن آتاه الله المُلك) فقال لإبراهيم مُتَعالياً:
_ماذا يستطيع أن يفعل ربك؟
قال إبراهيم (ربيَ الذي يُحيي ويُميت)
قال الملك المُتجبِر(أنا أحيي وأميت)أدع من أشاء حياً وأقتل من اشاء.
لم يناقشه إبراهيم في معنى الإحياء من العدم ..والإماتةبقبض الروح ,,لأنه لا يفهم ولا يريد أن يفهم .. إنه يُجادل فقط..فتحول إبراهيم إلى موضوع آخر فقال:
(إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأتِ بها من المَغرِب ؟!!! فبُهِت الّي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين).
ولم يكن قومه أفضل من مَلكهم.. فجادلوا إبراهيم وأنكروا عليه عبادته لله الواحد ودعوته إليه (وحاجًه قومه .. قال أتحاجُونًي في الله وقد هدانِ ؟.. ).. وهددوه بآلهتهم أن تُصيبه بسوء فقال لهم متعجباً:
(ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شئ علما أفلا تتذكرون؟..*وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنّكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً.. فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون؟!! )
كان قوم إبراهيم يعرفون الله ويعرفون عظمته وقدرته ولكنه التقليد الأعمى للآباء والأجداد حملهم على عبادة الاصنام .
فعندما قال لهم نبيهم (ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون )
قالوا (وجدنا آباءنا لها عابدين )
قال (لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين )
قالوا (أجئنتنا بالحق أم أنت من اللاعبين ) هل تمزح يا إبراهيم أم أنت جاد فيما تقول؟..
قا ل (بل ربكم رب السموات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين * وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولًوا مدبرين)
وبعد أن تعب إبراهيم من عنادهم وإنكارهم وهم يجادلونه في أصنامهم الحجارة التي لا تضر ولا تنفع .. ولا تتكلم ولا تسمع .. فلا بد أن يلجأ إلى وسيلة أخرى لعلهم يهتدون.. فحلف أنه سيدبر لهذه الآلهة امرا حين يغادرونها يوما..
ومرت الايام وإبراهيم يتحيًن الفرصة ليثبت للناس خطأهم

كان لقوم إبراهيم عيدٌ يخرجون فيه إلى الحدائق والأماكن الفسيحة , بعد أن يضعوا الثماروالطعام أمام آلهتم ليباركوها .
كان جميع الناس يخرجون فتخلو البيوت والمعابد والشوارع .
وجاء يوم العيد واستعد الناس للخروج فقالوا لإبراهيم :
_هيا معنا يا إبراهيم نلهو ونستمتع بيوم العيد.
لكن إبراهيم قال :
_اتركوني فإني مريض.. ولن أستطيع الإحتفال معكم ..
فتركوه ومضَوا إلى شأنهم.
إنها الفرصة التي كان ينتظرها بفارغ الصبر ..
أسرع إبراهيم إلى آلهتهم .. وامامها أطايب الطعام فأخذ يكلمهم ساخراً ألا تأكلون؟)
وعندما لم يأته رد.. وهو موقن أنه لن يأتي ..قال بغضب (ما لكم لا تنطقون؟)
عندها إنهال إبراهيم على هذه الحجارة ضرباً وتحطيما وتهشيما مُفرغاً ما في قلبه من الغيظ والهم .. حطم إبراهيم جميع الأصنام إلا أكبرهم .. تركه , لغاية في نفسه (فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلهم إليه يرجعون).......ثم مضى إلى بيته.
فلما عاد القوم دخلوا معبدهم ليأخذوا طعامهم المبارك.... فصُعقوا وذهلوا مما رأوا..آلهتهم محطمة .. المكان كله فوضى إلا ذلك الصنم الكبير.. كان وقوفه منفرداً يزيد حيرتهم!!!
فقالوا(من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين )؟
قال القوم الذين سمعوا يوماً تهديد إبراهيم لآلهتهم (سمعنا فتىً يذكرهم يُقال له إبراهيم ).. فقرروا محاكمة إبراهيم
قالوا (فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون ) ..
ذهبت جموع الناس إلى إبراهيم بغضبهم وهياجهم (فأقبلوا إليه يزفون) فأخذوه إلى معبدهم فسألوه (أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ؟..)
قال (بل فعله كبيرهم هذا .. فاسألوهم إن كانوا ينطقون ؟؟؟)وتبينت الغاية من ترك إبراهيم لذلك الصنم .وساد الصمت .. يسألون من ؟!! الحجارة ... نظروا من حولهم إلى الحطام .. كيف ستنفعهم وتحميهم هذه الآلهة إن لم تستطع حماية نفسها....فاستيقظ الحق في عقولهم فقالوا:
(إنكم أنتم الظالمون) ولكن هذه الصحوة لم تدم طويلاً فقد أخمدها التكبر والإعتزاز
بالإثم (ثم نُكسوا على رؤوسهم ..لقد علمت ما هؤلاء ينطقون )
قالوا : أنت تعلم ونحن نعلم أن هؤلاء لا ينطقون .. ومع ذلك نعبدهم ولن نسمح أبداً الإساءة إليهم.
قال إبراهيم غاضباً معنفاً قومه على غير عادته فهو السمح الحليم( أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم؟؟ أُفٍ لكم ولما تعبدون من دون الله ..أفلا تعقلون؟)
وتعالت الأصوت ..حرِقوه ..حرِقوه ..انصروا آلهتكم
وهذا حال الباطل حين لا يجد دليلا ولاجواباً فإنه يثور ويظلم وينتقم بغير وجه حق .
يتبع
ميراوالحب
ميراوالحب
عضو مشارك
عضو مشارك

تونس
انثى
الجدي عدد المساهمات : 176
تاريخ التسجيل : 26/12/2012
العمر : 38

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصص الانبياء للاطفال  Empty رد: قصص الانبياء للاطفال

مُساهمة من طرف ميراوالحب الإثنين مارس 02, 2015 1:10 pm



أعد القوم لأبراهيم بناءً وجمعوا ما استطاعوا من الخشب والوقود لحرقه.. ليشهد الناس هذا الحدث العظيم فيشفوا غليلهم وليكون هذا الفتى عبرة لكل من يتجرأ على أصنامهم.
وأضرموا ناراًعظيمة ...
قفزت زينب من مكانها نحو أبيها وهي تقول فًَزِعة : هل سيلقوه في النار يا أبي ؟.. هل سيحترق ؟.. قال لها والدها مهدئا :
_لا تخافي يا زينب أن الله لا يتخلى عن عباده الصالحين وخصوصا الأنبياء .
واجتمع الناس ينظرون,, ويُلقى نبي الله في النار .. وانتظروا .. فلم يسمعوا صراخاً ولا أنيناً.... لقد أبطل الله مفعول النار بقوله (يا نار كوني براداً وسلاماً على إبراهيم )
هو يضع القوانين وهو يلغيها متى يشاء فلم تكن النار إلا لهباً لا يُحرِق.
وتنفست زينب الصُعداء حين سمعت هذه الكلمات وبدا البشروالسعادة على وجوه الصغار بنجاة النبي الحبيب
_وخذل الله إبليس مرة أخرى .. فآمن من أراد الله به خيراً.. وبقي التعساء على كفرهم.
ذهب إبراهيم .. الفتى البار إلى أبيه,, يكلمه لعله يهتدي, فاقترب منه .. وأخذ ينصحه يهذا الحوار الهادئ اللطيف متحبباً إليه فقال له : (يا أبتِ .. لم تعبد ما لا يسمع ولا يُبصر ولا يُغني عنك شيئا ؟ يا أبت ..إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدِك صِراطاً سويا.. يا أبت .. لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصياً .. يا أبت.. إني أخاف أن يمَسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان ولِيا)
ولكن قلب الوالد كان كالصخرة لا ينفذ إليها النور ولا يحركها الشعور فقال بغضبٍ مهددا , وعيناه تجدحان شرراًَ(أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم ؟.. لئن لم تنتهي لأرجمنك واهجرني ملِيًا)
ألا تُعجبك آلهتي يا إبراهيم ؟.. إذا لم تكُفً عن إهانةِ آلهتي وتحقيرها فسأرميك بالحجارة حتى تموت .. فاغرب عن وجهي وابعد عني طويلاً..إن كنت تريد الحياة
ولم يغضب إبراهيم الحليم بل رد على أبيه بكل أدب ورِفق : ( سلام عليك ساستغفر لك ربي إنه كان بي حفِيًا ..واعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقِيا)
وهاجر إبراهيم .. تاركاً وطنه وأهله .. حاملاً دعوته في قلبه ولسانه .. ليجد ارضاً وقلوباً صالحةً لنبات هذا الدين .
هاجر إبراهيم عليه السلام ..تاركاً أهله ووطنه, ملبياً أمر ربه ..من العراق مع زوجته السيدة سارة وإبن عمه لوط , وعبر الأردن , ثم سكن في أرض كنعان , في فلسطين .
وعندما إشتد الجفاف في فلسطين هاجر مع زوجته مرة اخرى إلى مصر ,, وفي مصر وهب الملك للسيدة سارة _لعفافها وصلاحها_جارية ,, شاء الله ان يكرمها لتكون أما لنبي وجدة لخاتم الأنبياء هذه الجارية هي السيدة هاجر عليها السلام
وبعد مدة من الزمن رجع الثلاثة إلى فلسطين ...إبراهيم عليه السلام وزوجته سارة , وهاجر أما إبن عمه لوط عليه السلام فقد بعثه الله نبيا إلى قوم سدوم وعمورة (الاردن الحالية ) يدعوهم إلى عبادة الله ويحذرهم من الفسوق والعصيان.
ومرت الأعوام ولم تنجب سارة طفلاً لإبراهيم يبهج حياتهما ويكون عوناً لهما .
كان هذا الأمر يُؤرقُ سارة ويُحزنها كأي إمرأة فقررت أن تزوج هاجر لإبراهيم عسى الله يرزقهم الذرية الطيبة.
وتزوج إبراهيم عليه السلام من هاجر وشاء الله أن تحمل هاجر وتلد صبياً لطالما حلُمَ به إبراهيم وأسماه إسماعيل .
ومرًت الشهور وإسماعيل يكبر ويزداد تعلٌق إبراهيم به ... ويأتي الإختبار لإبراهيم ,,فيأمره ربه بأن يأخذ هاجر وطفلهما إلى مكة ... ويُلَبي الخليل النداء دون أن يسأل أو يعترض
قاطعت أسماء والدها فقالت : لماذا يلقب النبي إبراهيم عليه السلام ..خليل الله ؟
الأب _لشدة قربه وحبه لله .. فأحبه الله وجعله خليله , سأروي لكم حادثة ذكرها الله في القرآن الكريم في سورة البقرة ,, توضح هذا القرب والود .
قال تعالى (وإذ قال إبراهيم : ربٍ أرِني كيف تُحيي الموتى ) هنا يتمنى إبراهيم على ربه ويناجيه كأنه معه,, فيُجيبه ربه( أوَلَم تؤمن) والله يعلم أنه ممتلئٌ إيمانا ويقينا ولكنه حوار الحبيب , والاخذ والعطاء في الكلام .. فقال إبراهيم (بلى ولكن ليطمئن قلبي) أي ليأنس قلبي بقدرتك وعظمتك ويُضاف عين اليقين, لما تراه عيني إلى علم اليقين في قلبي , فيزداد قربي وحبي لك.
فإستجاب الله لطلبه (قال فخذ أربعة من الطير فصُرهنً إليك ثم إجعل على كل جبل منهنً جزءا ثم أُدعُهنً يأتينك سعياً واعلم أنً الله عزيز حكيم) أي خذ أربعة طيور فتفحًصهنً جيداً وتأكد من صفات كل واحد منها ثم قطٍعهن وضع على كل جبل قطعة ثم نادي عليها ... وعندما فعل إبراهيم ما أمره به ربه .. تجمعت القطع كل قطعة للطيرالذي تعود إليه.... وجاءت الطيور تمشي إلى إبراهيم ..
سألت زينب: حتى الريش !!..كل ريشة في مكانها.
الاب : لا أعتقد ان إبراهيم حسب الريشات لكني متأ كد أن كل الريش كان موجودا , وفي مكانه إطمئني.
لنعود الآن إلى هاجر وإسماعيل وقد أخذهما إبراهيم إلى أرض لا فيها زرع ولا ماء ولا أحد من البشر.. وحين وصلوا قال لزوجته هاجر هنا مُقامُكم وترك لها بعض الماء والطعام ومضى في طريق عودته .....
نادته زوجته : يا إبراهيم .. إلى أين ؟!! تذهب وتتركنا في هذه الصحراء القاحلة ؟..
فلم يلتفت إليها , ولم يُجِبها .
إستغربت هاجر من تصرفه .. فما هذه عادته .. ما عرفته إلا كريماً رحيماً مُحباً.
فأعادت السؤال .. فلم يُجِبها ..
حيًرها تجاهله لها.. ما عاملها هكذا من قبل .. فأيقنت أنه مأمور .
حينها قالت الزوجة الصالحة :آلله أمرك بهذا؟...
قال: نعم.
فردت الزوجة المؤمنة بربها .. الواثقة برحمته .. الطائعة لأمره , وقد تبدد خوفها ,واطمأن قلبها : إذاً لا يُضَيِعنا..........
وانصرف إبراهيم وهو يدعو ربه ويقول (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون )
ومر الوقت ثقيلاً على هاجرحتى نفد منها الماء والطعام ....ماذا ستفعل ..؟ تقلٍب بصرها فلا ترى إلا الرمال والجبال..أين تذهب ؟؟؟
وتعيد النظر إلى طفلها الذي أخذ يصرخ جوعاً وعطشاً ,, فتنظرإلى السماء .. ملاذها الدائم وتدعو ربها ليغيثها وطفلها .. اللهم ارحمنا ,,يا غِياث المستغيثين أغِثنا ,, ولكنها لم تقعد وتستسلم بل قامت وسعت إلى جبل الصفا ,أقرب جبل إليها فصعدت تتحدى صخوره الوعرة القاسية وراحت تنظر بعيداً لعلها تلمح أحداً من البشر.. ولكن لا أحد.
نزلت وسَعَت نحو جبل المروة فصعدته والمسافة بين الصفا والمروة 375 متراً ,, وكرًرَت محاولتها في البحث.. ولكن لا أحد.
ثم عادت إلى الصفا لا تريد أن تبتعد عن طفلها..تكاد عينها لا تفارقه ,وتسمع بكاؤه فيزيدها قوة وعزما وتكرر محاولتها,, تبكي وتدعو ولا يفارق قلبها اليقين بهذه الكلمة(لا يضيعنا).. وظلًت تتردد بين الصفا والمروة سبع مرات ..يقول رسول الله وهو يروي القصة لاصحابه (لذلك سعى الناس بينهما)
لم تعُد تقوى على المشي فقد تورًمت قدماها وأنهكها التعب .. فرجعت إلى طفلها.
وتنزل رحمة الله بإرسال المَلك جبريل عليه السلام ليضرب الأرض بجناحه وقيل (بقدمه), قرب الصبي فتفيض عين ماء .....
ركضت الأم نحوها وهي تقول الحمد لله ..الحمد لله وأخذت تجمع الماءوتقول للماء زم زم بمعنى إجتمع ولهذا سُمٍيَت ماء زمزم... ثم أخذت تحوطه بالرمال .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلًم (يرحم الله ام إسماعيل, لو تركت زمزم لكانت زمزم عينا معيناً)أي عيناً جارية..أي ظاهرة على وجه الأرض وليست في باطن الارض.
سقت طفلها وشربت حتى إرتويا ..فكانت زمزم حياة وبركة وكرامة لهذه الأرض.
تقع بئر زمزم يا أحبائي على بعد 21 متراً من الكعبة المشرفة ..

جعل الله مسعى السيدة هاجر عليها السلام شعيرة من شعائر الله للحجاج والمعتمرين ليشعروا بإيمان ويقين وكفاح ام إسماعيل.
إلا أننا اليوم نسير على رخام ناعم في أجواء مُكيًفة , حتى الجزء من الجبل الذي نصعده قد رُصِف بقطع رخام صغيرة مصفوفة بعناية,,إلا جزءٌ منه تٌرِكَت صخوره على حالها لتشعر أقدامنا بما عانته تلك السيدة الرائعة البطلة.


وتمضي أيام وتمر قافلة من قبيلة جُرهم فرأوا الطير تحوم في المكان وهم يعرفون أن المكان لا حياة فيه فأرسلوا رجلين ليكتشفوا الامر.. فلما عادوا أخبروهم بوجود الماء .
نزل القوم عند السيدة هاجر واستأّذنوها بالمُقام , فقبلت .. بشرط أن لا يكون لهم حق في الماء بل هي تمنحهم منه ,وتشاركهم فيه ..فقبلوا.
وسمٍيت هاجر في التاريخ بأم العرب العدنانيين
فرحت ام إسماعيل بهم فرحا ً عظيماً فقد آنسوها وأحبوها وصاروا لها أهلاً وعندما جاء إبراهيم لزيارتهم فرح وحمد الله الذي إستجاب لدعائه ولطف بأهله..
والآن نترك أم إسماعيل .. فقد أنعم الله عليها وهنأ عيشها.... ونعود إلى السيدة سارة ...هل سيتركها ربها لحزنها وحنينها إلى الولد......؟؟
مرًت الاعوام ...فكبر إبراهيم وكبرت سارة وأصبحت عجوزاً ... فارقها الأمل في أن تنجب طفلاً .
في يوم من الايام نزل رجلان ضيوفاً على إبراهيم .. وكان إكرام الضيف شيمة واضحة في خلق إبراهيم عليه السلام _وكل الأنبياء_ لأنها صفة يحبها الله فهو كريم يحب الكرم والكرماء... فأسرع إبراهيم وأحضر لهم عجلاً مشوياً قد أعده مسبقاً منتظراًالضيوف في أي وقت ...وقدًمه لضيفيه ...ولكنهم لم يمدوا أيديهم ليأكلوا
قال تعالى(ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة )
وهذه عادة من ينوي الشرفي ذلك الوقت فإنه لا يأكل طعام عدوِه .. فأخذ إبراهيم يترقب فعلهم بحذر, مخافة أن يؤذوا زوجته أو يؤذوه .. عندها قالوا له (لا تخَف إنا
أُرسلنا إلى قوم لوط )
عرف إبراهيم أن الرجلين كانوا ملائكة بهيئة رجال قد ارسلهم ربهم لإنزال العذاب في قوم لوط لأنهم لم يطيعوا رسولهم وأصروا على كفرهم وفجورهم .
( وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب قالت: يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيئ عجيب قالوا :أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد)
.
يا للفرحة لم يذهب دعاؤها سدى بل جاءتها البشرى مضاعفة فبعد أن يأتيها الولد ستسعد بالحفيد .. الحمد لله .. الحمد لله .
ميراوالحب
ميراوالحب
عضو مشارك
عضو مشارك

تونس
انثى
الجدي عدد المساهمات : 176
تاريخ التسجيل : 26/12/2012
العمر : 38

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى